احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

التطوع.. بنات..وبلاك بيري!!

- بقلم : بدر بن ناصر العمري ..




يا عيني.. الله عليك يا مخرجنا البطل.. ما هذا الإبداع الذي خرجت به علينا.. أيها الجبل الإعلامي الأشم!! ولربما تمخض الجبل فأنجب (فيلمًا)!!

قبل الشروع في (العميق) بودي أن يعلم كل قارئ للمقال أني لا أحمل لصاحب ذلك الفيلم (الخرافي) أي مشاعر سلبية.. وربما جمعتنا العديد من الظروف والأعمال من حيث نعلم أولا نعلم!! لكن كل حديثي سيدور حول علاقته بهذا الفيلم والتطوع..

قبل أيام أطلق هذا (الجبل) الرائع.. فيلمًا يحكي عن التطوع وربطه بالبنات والمعاكسات والاختلاط وإلى آخره مما نعلم.. وحتى تكون الصورة واضحة في أذهانكم.. فإني استمتعت كثيرا بهذا الفيلم.. وأوافقه تمامًا فيما قاله ونقله.. لأنني واجهت الكثير من المشكلات بسبب أولئك النوع من (العاملين) في السلك التطوعي (ولم أقل متطوعين).. وكم طردني بعضهم حين علم وجهة نظري في (الترقيم والبنات)!!

لكن وللأسف يا (سميي).. لم تنقل الصورة كاملة.. لقد نقلت نصف الصورة.. ودائما أنصاف الصور ما تكون (مشوهة) إذا ما قورنت بالصورة الحقيقية.. أنت لم تتحدث عن أولئك القوم الذين تطوعوا في أماكن ليس من ورائها (مناصب) ولا فيها (بنات).. أنت لم تتحدث عن أولئك القوم الذين أحرقتهم الشمس في مخيمات اللاجئين في جازان وذهبت تتحدث عن أولئك (الملاعين) في الأسواق التجارية.. أنت لم تصور أولئك القوم في ساحات الحرم في نهار رمضان ودرجة الحرارة تصل إلى الأربعين مئوية.. وذهبت تصور آخرين في (ملحق) بيتكم.. أنت أغمضت عينيك عن بعض أولئكم الذين أغمي عليهم وهم يساعدون المرضى في جسر الجمرات.. وفتحت عينيك عن آخرها لآخرين وهم يعلقون (البلاك بيري) على رقابهم!! أنت بالتأكيد لم تر قطرات العرق وهي تتجمع على جباه بعضهم لدى الإشارات أيام رمضان لتوزيع الإفطار.. ولكنك بالتأكيد رأيت كل تلك الأساور على أيدي (المؤنثين) من الشبان في الأسواق!!

يا (سميي العزيز).. إن ما نقلته في فيلمك الفكاهي أمر واقعي ولست أنكره أبدًا.. بل على العكس.. أثني عليك فيه.. وأيضا أتمنى أن تنظر إلى كل تلك الأمور التي أهملتها.. ربما أعذرك على إهمالك لها.. خاصة حين أعلم أنك شاركت في إحدى الحملات التطوعية الطبية في مجالها الإعلامي.. واستلمت مقابلها مبلغا هو ما يعادل مكافئتي الجامعية لثلاثة أعوام تقريبا.. مع العلم أن الحملة إنسانية تمامًا.. وقد شارك فيها مخرجون هم أقدم منك في مجالهم وأكثر شهرة منك.. وبـ(بلاش)!! ربما لأنهم يريدون أن يحصلوا على (مناصب) أو يشتروا (بلاك بيري)!!

يا صاحبي العزيز.. هل فكرت أن تعالج المشكلة أكثر من مجرد أن تجعلها طافية على السطح.. هل فكرت بدل أن تذهب لتصور أصحاب الشعر والإكسسوارات، أن تذهب وتصور المعاناة الحقيقية للناس كما فعلت في فيلمك عن مأساة جدة.. يا أخي والله عيب عليك تذكر الشعر والجل وأنا (متطوع أقرع)!! حتى أبشرك.. فليس لدي (بلاك بيري) وبخصوص البنات.. أبشرك (كمان).. كل البنات تكره العمل معي لأني شديد في التعامل تجاههن!!

سعيد غرم الله.. عندما ينزلق (حسيله) في البئر فإن أهل القرية ينفرون لنجدته.. وشكرا لك لأنك سمحت لضيفك أن يذكر قصة (سعيد غرم الله) وحسيله الجميل.. لكني أستغرب أنك أيضا لم تعرض قصة قرى بكاملها (زحلطت) من أراضيها إلى مخيمات للإيواء.. وقام (متطوعون) بالذهاب إليهم ومشاركتهم دون (بلاك بيري) ومن دون (بنات)!!

حينما ذكر ضيفك كذلك قصة جدته في العمل في الوادي وإطعام أطفالها.. فجدتي كانت تقوم بذلك أيضا وكنت أساعدها بعض الأحيان.. كان بودي أن تذكر كذلك قصة بعضهم حين يترك أهله صباحات العيد ليزور المرضى في المستشفيات والأطفال والأيتام ليشاركهم الفرحة.. أتمنى أنك شعرت بهذا الإحساس حين يأتي طفل أو مريض ويشد على يدك وهو يشكرك لأنك أتيت في هذا العيد لتشاركه.. ولم تذهب لتصور البلاك بيري على رقاب البنات!!

أيها الجبل الإعلامي الرائع.. نحن في زمن مضى عليه كلمة (اعمل بصمت)!!.. لقد أصبحنا في عالم صعب للغاية.. وتكمن صعوبته أن توفق بين الإخلاص في العمل وبين أن تخرج بعملك للناس لتنشر الفكرة وتخبرهم أن هناك أناسًا يعملون عملاً تطوعيا راقيًا لا عملا (بلاك بيرياً، بناتيًا،تأنثياً،إكسسواريًا، حيوانيًا..).. نحن في زمن يجب أن تعمل فيه بنصيحة الدجاجة.. فحينما تبيض فإنها تصيح لساعة كاملة قبل البيضة وساعة بعدها.. فيعلم كل من في المزرعة أنها باضت (هذا دليل مادي على أنني كنت أساعد جدتي في المزرعة)!!.. هذا الصياح الذي يسمى بشكل حضاري (إعلام).. نعم.. هناك بيض فاسد.. ولا يصرخ عليها إلا الدجاج الفاسد.. وأنا وحسب ما أعلمه عنك أنك ممن يبحث دائما عن الخير في كل مكان.. ولربما فاتت عليك أن التركيز على المشكلات دون الحلول قد يزيد الطين بلة!!

إنني في نهاية مقالي هذا..أود ان أشير إلى أن هذه ليست نصيحة لك.. فأنت أكبر من أن ينصحك مثلي.. ولكنك صنعت فيلما ليراه الناس.. وأنا كتبت مقالا ليقرأه نفس أولئك الناس..

أتمنى منك ومن كل من قرأه.. أن يعلم أن هناك أقواما (متحيونين.. مشتقة من الحيوان!) يعملون من أجل لذاتهم الخاصة.. لذلك فإن جل ما أتمناه منك هو أن تأتي لترى الأعمال الحقيقية والتي تحتاج إلى الإعلام لتظهر وينتفع بها الناس.. ولكن حينما تأتي .. أرجو أن لا تأتي وأنت تمسك البلاك بيري.. أو تحمل كوب القهوة.. ولا داعي لارتداء الإكسسوارات.. فالتطوع الحقيقي يحتاج إلى رجال ونساء يحملون الروح الصادقة.. وأنت بإذن الله.. منهم..

همسة:
يقول أبو العلاء:

والخير يفعله الكريم بطبعه.. وإذا اللئيم سخا فذاك تكلف

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق